برامج ومخططات القطاع عير الربحي السعودي برؤية 2030
إذا كنت تعتقد أن القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية عبارة عن سلسلة من المنظمات والجمعيات الخيرية فأنت مخطئ، لأن القطاع غير الربحي السعودية أشبه بخلية نحل متكاملة يعمل فيها كل فرد مع الآخر بتناسق تام لتحقيق هدف واحد ألا وهو “عمل الخير للناس وصناعة الفرق في المجتمع”، وفي ظل رؤية 2030 لم يعد هذا القطاع مجرد شريك في التنمية المجتمعية إنما أصبح قصة نجاح وبصمة خير تُلهم العالم بأكمله.
برامج العمل ومخططات القطاع غير الربحي في المملكة
تتنوع مبادرات القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية ويتم تطبيقها وفق مخططات استراتيجية وبرامج عمل مدروسة لنشر العطاء في كل بقعة من أرض المملكة، لنستعرض مجموعة من البرامج الخيرية المبتكرة والمخططات الغير ربحية الهادفة:
- برامج تمكين الشباب السعودي
بسواعد الشباب يبنى المستقبل، من هذا المنطلق يعمل القطاع غير الربحي في المملكة على دعم الشباب وتمكينهم، وإقامة برامج التدريب والتأهيل في مختلف المجالات، أهمها ريادة الاعمال والمهارات الرقمية، إضافةً إلى مبادرات الابتكار التي تدعم الأفكار الريادية وتحضنها، وتقدر 40% من برامج القطاع الربحي في المملكة بأنها موجهةٌ لفئة الشباب تحديداً.
مؤسسة الملك فيصل الخيرية، مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية والإنسانية، مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية، مركز الملك سلمان للشباب، جمعية الأيادي الحرفية الخيرية.
- برامج دعم المرأة السعودية
باعتبار أن المرأة السعودية هي الشريك الأساسي في نهضة المجتمع، ولأن كل سيدةٍ هي المعلمة الأولى لجيل المستقبل فيستند القطاع غير الربحي عليها ويعمل على دعمها من خلال برامج التعليم والتوظيف والدورات المهنية ودورات العمل عن بعد التي تؤهل كل ربة منزل لافتتاح مشروعها الخاص، إلى جانب دعم المشاريع الصغيرة للنساء ومبادرات ريادة الأعمال، بناءً على ذلك باتت اليوم 35% من المنظمات الخيرية السعودية تحت إدارة سيداتٍ سعوديات.
جمعية النهضة النسائية الخيرية، الجمعية النسائية الخيرية الأولى، جمعية العطاء النسائية الخيرية، مؤسسة الأميرة العنود الخيرية.
- مبادرات الرعاية الاجتماعية
هناك فئةٌ كبيرةٌ من المجتمع السعودي بحاجةٍ ماسة إلى تقديم الدعم اللازم لها ووضع الخطط الإسعافية للارتقاء بها، ولذلك يقدم القطاع غير الربحي برامج الإغاثة العاجلة كالمساعدات الإنسانية والسلل الغذائية بصورةٍ مستمرة تضمن توفير مقومات الحياة الأساسية للمحتاجين، بالإضافة إلى إنشاء مراكز إيواءٍ ومبادراتٍ اجتماعية كما هو الحال في دور رعاية الأيتام وكبار السن، لعمل شبكة أمانٍ تصل القادرين بالمحتاجين من أفراد المجتمع لإمداد يد العون لهم في أصعب الأوقات، وقد بلغ عدد المستفيدين من برامج الرعاية الاجتماعية في العام الماضي أكثر من 2,000,000 فرد من المجتمع.
جمعية الأطفال المعوقين، مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، مؤسسة الملك خالد الخيرية، جمعية الأمير عبد المجيد للمعوقين، جمعية البر، الجمعية السعودية لمساندة كبار السن.
- المنح العلمية الأكاديمية
التعليم هو أساس تقدم الأمم والمجتمعات في كل زمانٍ ومكان، لذلك يسهم القطاع غير الربحي بعمل برامج وخطط تعليمية مستمرة لإبراز قدرات الطلبة ومنح الفرصة التي يستحقها كل مواطنٍ سعوديٍ نحو القمة، وفي ضوء ذلك تقدم الحكومة السعودية آلاف المنح الدراسية سنوياً لكل من الطلاب المحليين والدوليين لاستقبالهم في الجامعات السعودية المتألقة، وهناك منحٌ أخرى مخصصة للتلاميذ والطلاب المتفوقين من الأسر المحتاجة للدعم المادي، يتم ذلك بعد التحقق المتكامل من الخلفية المادية لكل طالبٍ وأسرته ليتم منح المقاعد الجامعية المجانية والمنح الإضافية وبدل الكتب والمواصلات وغيرها للطلاب الذين بحاجة هذه المساعدة فعلاً، كما تقام مبادرات التعليم عن بعد لا سيما لطلاب المناطق النائية لأن العقول النيرة والمبدعة تستحق الفرصة، وتركز 25% من جمعيات ومنظمات القطاع غير الربحي على مجال التعليم المدرسي والجامعي.
مسك الخيرية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، المركز الدولي للأبحاث والدراسات.
- خطط الرعاية الصحية
البرنامج الخيري الأقوى والخطة الأعلى عكاءً وتأثيراً هي خطة الرعاية الصحية غير الربحية، لأن الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء وأغلى ما يملك الإنسان فإن عطاؤها دون المقابل هو الأكثر نفعاً في الدنيا والآخرة، لذلك يركز القطاع غير الربحي على استقطاب نخبة الأطباء والممرضين والصيادلة من جميع التخصصات الطبية للتطوع الخيري في المنظمات والعمل دون مقابل ولو لساعاتٍ قليلة أسبوعياً سعياً لدعم البنية التحتية الطبية في البلاد، كما تقام حملاتٌ توعويةٌ صحيةٌ بشكلٍ دوري أبرزها حملات التوعية بالأمراض المزمنة والسرطانات المنتشرة، وتتنوع أشكال العطاء في المجال الطبي ليتضمن التبرعات العينية اللا متناهية في هذا النطاق، كالأدوية والمعدات والأجهزة الطبية، لذلك يحصل أكثر من نصف مليون مستفيد على رعايةٍ صحيةٍ خيرية في أرقى المراكز الطبية السعودية بشكلٍ سنوي.
الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز، جمعية زهرة، الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز، الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد، الجمعية السعودية للإعاقة السمعية، جمعية الإعاقة الحركية للكبار، الجمعية الخيرية لمتلازمة داون.
- برامج حماية البيئة
الاستدامة البيئية، حماية الموارد الطبيعية وترشيد استهلاك الطاقة جميعها محاورٌ ركزت عليها رؤية 2030 سعياً للحفاظ على بيئة المملكة والتحور نحو المنتجات والممارسات الصديقة للبيئة، ويعمل القطاع غير الربحي على حماية البيئة من خلال إقامة عشرات الفعاليات والأنشطة المتميزة، أهمها مبادرات التشجير التي تستهدف الكبار والصغر بقصد زراعة الأشجار والغرسات في المدن النائية والمناطق الصحراوية، كما تقام حملاتٌ توعويةٌ لدعم البيئة وتوجهاتٌ نحو تنظيف الشواطئ سعياً نحو حماية الأرض وخيراتها والحفاظ عليها، إذا يقدر عدد الأشجار المزروعة تحت إطار المبادرات الخيرية اكثر من 10 ملايين شجرة قد أثمرت وحان قطافها.
جمعية الحفاظ على التراث العمراني، جمعية الأيادي الحرفية الخيرية، الجمعية السعودية للمحافظة على التراث.
- برامج التطوع دون مقابل
التطوع هو القلب النابض لأي مشروع خيري أو منظمة أو جمعية غير ربحية، وفي معظم الأحيان يتم تنظيم برامج التطوع عبر إنشاء منصات التطوع الإلكترونية التي تضع الشروط والمؤهلات، ليقوم المتطوعون بالتقدم خلالها ورفع السير الذاتية لهم من أجل ربطهم بالفرص المناسبة، وأبرز مثالٍ على منصات التطوع منصة “نقطة” السعودية، ويقام فعالياتٌ ومبادراتٌ تطوعية كثيرة تحت هذا المبدأ لذلك تجاوز عدد المتطوعون في المنظمات السعودية 500,000 متطوع في مختلف المجالات الخيرية.
الجمعية السعودية للعمل التطوعي (تكاتف)، جمعية الصفا الخيرية، جمعية البر الخيرية، جمعية ائتلاف الخير
القطاع غير الربحي السعودي بلغة الأرقام
بالحديث عن القطاع غير الربحي تحتل الأرقام والإحصائيات مكانةً تسابق الكلمات، لذلك لنتعرف على هذا القطاع بلغة الأرقام:
- ارتفع إجمالي النفقات المخصصة للقطاع غير الربحي خلال عامين فقط بقيمة 33 مليار ريال سعودي، كانت الحصة الأكبر منها للمؤسسات الخيرية، ومن ثم الجمعيات الأهلية، تليها منظمات الرعاية الصحية فالجامعات السعودية غير الربحية.
- تصنف إيرادات القطاع غير الربحي السعودي بحسب حجم المنظمات الخيرية إلى منظمات صغرى (إيراداتها لا تتجاوز 100,000 ريال)، منظمات وسطى (تصل إيراداتها إلى 3,000,000 ريال) ومنظمات كبرى تتجاوز إيراداتها 100 مليون ريال.
- 70% من المنظمات غير الربحية في السعودية تتوضع بين نطاق المنظمات الصغرى والمتوسطة.
- ترتفع نزاهة المنظمات غير الربحية في المملكة سنوياً بشكل كبير، فقد كانت 72% وارتفعت إلى 89%.